*العدو لم يجرؤ على فعلتهم* *بقلم علي خيرالله شريف* إن الكمين الذي نصبوه على الطريق الدولية في منطقة الكحالة، بعد كمين الطي

عاجل

الفئة

shadow
*العدو لم يجرؤ على فعلتهم*

*بقلم علي خيرالله شريف*

إن الكمين الذي نصبوه على الطريق الدولية في منطقة الكحالة، بعد كمين الطيونة، كان بمثابة عدوان جديد على الثلاثية الذهبية التي حمت الوطن. وعندما يحصل هكذا عدوان يجدر بنا قبل كل شيء أن نبحث عن المستفيد منه، لتتضح أمامنا الصورة وتنجلي ألوان الذين كانوا يتعنترون على شاشات الفتنة ليلة الحادثة. والمدهش أن العدو، المستفيد الأول من عملهم المشين، لا يجرؤ أصلاً على ارتكاب هكذا حماقة، لأنه يخشى من عواقبها. أما الذين تجرأوا، فلديهم حساباتهم الأخرى، وسلاحهم الفعال الآخر الذي يسيئون استخدامه ويستغلونه بطريق رخيصة، وهو حرص المق_او_مة على السلم الأهلي وسهرها عليه، وهي تعض على الجراح من أجله.

نسجل في خضم الصخب السخيف لهؤلاء الغوغائيين، عدة ملاحظات:

الأولى، أن الجيش اللبناني أثبت مرةً أخرى أنه الضمانة لحفظ السلم الأهلي ولضبط هؤلاء الموتورين، وهو الضمانة لوحدة الوطن رغم أنف التقسيميين والمشبوهين. وبالتالي يجب علينا جميعا أن ندعمه ونحميه برمش العين من محاولات السفارات إذلاله والسيطرة عليه، ومن محاولات هؤلاء الهمج الرعاع تشويه صورته.

ثانياً، أثبتت الم_قا_و_مة مرةً أخرى أنها صاحبة الحكمة والرصانة، وأنها أكبر من كل الضغائن والأحقاد، وأنها خير مؤازر للجيش في حماية الوطن وحماية السلم الأهلي والحفاظ على تنوع لبنان وعيشه المشترك.

ثالثاً، أظهر بعض النواب وبعض المسؤولين خفة وسذاجة وحماقة بينت أنهم ليسوا على قدر المسؤولية، إذ نزلوا إلى الساحة لتحريض الناس وتجييشهم، ونسوا أن السلاح الذي يتربصون به، هو سلاح شرعي بكل المعايير وبكل البيانات الوزارية والمواثيق الدولية التي يلقلقون بها ليل نهار. وخيراً فعلت قيادة التيار الوطني الحر، إن صدق ما قيل، أنها لجمت النائب سيزار أبي خليل عن التصريح بعد أن أدلى بكلامِه الارتجالي الشهير ليلة الحادثة والذي نمَّ عن انجرار خلف الحماقات المذهبية الفاقعة.

رابعاً، إن بعض وسائل الإعلام تصر على التحريض على الحرب الأهلية، وقد حان وقت وضع حد لنشاطها إذا كان لبنان يريد حماية نفسه من أتون الفتنة والحرب. وقد بلغت هذه الوسائل من الوقاحة حداً غير مقبول من خلال المسخرة التي أظهرتها على شاشاتها الحاقدة ليلة الحادثة، إذ كانت تتعمد عرض المتقيئين بالشتم والبذاءة من أولاد الشارع وأزقة السوء.

خامساً، أظهرت حادثة الكحالة أن هناك ميليشيات مدججة بالسلاح معروفة تحضر نفسها فعلياً للحرب الأهلية بالتدريب المستمر وبتخزين السلاح وبتشكيل مجموعات مسلحة للاغتيال وقطع الطرقات، وأن قادتها خريجي السجون، ما زالوا يحلمون باللعب بالنار وبالعودة إلى زمن الذبح على الهوية وإنشاء المتاريس تمهيداً لتقسيم البلد إلى دويلات طائفية متناحرة.
وأخيراً نعول على اللبنانيين الحقيقيين من كل الطوائف أن يقولوا كلمتهم ويقفوا سداً منيعاً في وجه النازيين اللبنانيين المتجددين المصرين على تخريب البلد، وعلى تقديم الخدمات للعدو بأبخس الأثمان.

الخميس ١٠ آب ٢٠٢٣

الناشر

عباس دقدوق
عباس دقدوق

shadow

أخبار ذات صلة